أيُّ فــجــر لاح فـــي لأفــق سـنـيــاً مـشـرق الـطـلـعــة بـسّـام الـمـحـيـا
مــزَّقــت أنــواره ســحـب الـدجــى وســرى فـي الـكـون هَـديا أحـمـديا
ولــد الـمـخـتـار يـاأرض ارقـصـي طـربـاً واسـتـقـبـلـي الـدهـــر فـتـيـاً
إنـه الــنـور الــذي أخـرج مـــنـــــه رحــم الـظــلـمـــاء إشـراقــاً بـهـيـا
فـاخـمـدي يــا نـار لـن تـلـقـي على عــرشـك الـمـعـبـود ربـاً كـسـرويـا
شـاه وجـه الـشـرك لــم يـبـق لـــــه مـوكـب يـخـتـال فــي الأرض عتيا
وهــوت تـلــك الـتـمـاثــيــل الـتـــي شـادهــا الـبـاغـون تـضـليلاً وغـيّا
يـا يـتـيــمـاً قـيــض الــلـــه لــــــــه مـنـزلاً مــن شــامـخ الـمـجـد عـليا
فـولـيــداً لــــم يـشـــــاهــــــــده أب فــي ثـنـــايـا مـهــــــده يرعـاه حيا
ورضـيـعــاً فـي بـنـي سـعـد مـشـى كـالـمـلاك الـطـهـر بـالـخـلق حريا
وصـبــيــــاً فـقـد الـحـجــر الــــذي كـــان بـالـتــحـنــان دفـاقـاً سـخـيـاً
فـنـمـا بـيـن ذراعــــــي جـــــــــدّه فــرعــاه بـاســــم الـثـغـر رضـيــا
وسـهــام الـمـوت مــــن خـالــقـــها قـدر قـد عـاجـل الـشـيـخ الـحـفــيّـا
نـمـسـك الـدمــع فـــــلا نـســكـبـــه مـسـتـفـيـظـاً دامـي الـحـزن شـجيّا
إنـمـا الـلــه قـــد اسـتــخــلــصـــــه مــن جـمـيع الخلق مـخـتاراً صفـيّا
مـا عـلـى الـمـخـتـار أن يـحيا لدى عـمّـه طـفـلاً عـزيـزاً هـاشـمـــــيّـا
مـا عـلـيــــه والـعــــلا تــرقــبــــه غـدَقــــاً مـن رحـمــة الـلـــه رويّــا
***
درج الـطـفـل الـيـتـيـم الـمـجـتـبـى لا يـــدانــيــه خـديــــن أو قــريـــن
قـانــع الـنـفــس خـفـــيـف ظــلّـــه كـنسين الروض فـي ظـلِّ الغـصون
مــسَّــــه الـيــتـــم فــمــا أفــقــــده نـظـــرة الــحـسـن وإشراق الجـبـين
فـكـــأن الــلـــه ألـقــــى قــــبـــساً مـــن سـنـا الإيمان في الـقلب الأمين
عــرفــت فـيــه قــريـش خــلــقــاً عـالــي الآفـــاق أعـيـا الـصـاعـديـن
عـرفــوه عــزمـــة لا تــنـثـنــــي وأبـــيّـــاً شــامــخـــاً لا يــسـتــكـيـن
وحـلــيـمــاً مـنـعّــمــاً ذا رقّـــــــةٍ ونـصيـراً يـرحـم الـمـسـتـضـعـفـيـن
وكــريـمـــاً بـــاســـم الـكـف نــداً بـعــمـيــم الــفـضـل كالـغيث الـهتون
عــرفــوه عـلــمــاً فـــي قــومـــه سـيـــداً بـيــن الــســداة الأكــرمـيــن
وهــو مـوشــوق إذا مـا احتـكموا قــولــه الــفــصـل إذا يـخــتـصـمـون
وإذا أقــبــــل يــومــاً هــتــفــــوا بـقـــدوم الــمــصـطـفــى جـاء الأمين
وصــحـا الــدهـر عـلـى بـارقــة وطــوى الـمـخـتـار عـقـد الأربـعـيـن
فــي حـرّاء زاره جـبـريـل يـــــا أحـمــد إقـرأ جـاءك الـوحـي الـمـبين
إقــرأ الـقــرآن بــاســـم الـلــه لا تـخـشــى شـيـئـاً إنّـه الـحـق الـيـقـيـن
أنـت مـبــعـوث بــآيــات الـهدى وإمــــــام خــاتــم لــلــمـرســلــــيـــن
هــــزت الـمـخـتـار من أعماقـه هـزةً لـو مـسّـــت الـصـــخـر يـلـيـــن
فـأتـــى الـبـيـت وفــي خـافـقـــه رعـشــة تـسـري وفـي الـسـمـع رنين
زمِّـلـونــي زمِّـلـونــي عـلّـنـــي أجــد الأمــن بــــدفءٍ أو ســكـــــون
أفـــرغ الـروع فـقـالت زوجــه لا تـخـف إنّــك خـيـر الـمـحـســنـيــن
تـحـمـل الـكـلّ وتـرعـى رحـماً وعـلـى الـحــقّ تــرى خـيـر مـعـيـــن
قــم بـنـا نـلـقـى ابـن عـمّـي إنّه عـنـده عـلــم بـمـاضـــي الأقــدمـيــــن
هـجـر الشـرك إلى الإنـجيل إذ كــان مــن بـيــن الـهـداة الـمـهـتــديــن
ضـمّـت الـشـيـخ مـلياً لا تخف أنــت فــي ركــنٍ مــن الـحـقّ ركـيـــن
إنّــه الـنـامـوس قــد جـاء بـــه مـلـك يــحـمــل فـيـــه خــيــر ديـــــــن
إنّــه الــقـرآن مـصـباح الهدى إنّـــه تــنــزيــل ربِّ الــعـــالـــمــيــــن
إنّـه قـول رســـول صــــــادقٍ وقــويٌ عـنــد ذي الــعـرش مــكــيــــن
سـتـلاقــي مـن قريـش عَـنَـتَـاً وتـعـانــي مـــن عــداء الــجــاحــديـــن
وتـرى مـن كان بالأمس على خـلـــةٍ يـلـقــاك بــيـــن الــمـنـكــريـــن
والــذي سـمّـــاك حـقاً بالأمين رامــيــاً إيــاك زوراً بــــالـــجـــنــــون
لــيـتـنــي أدرك يــومــاً آتـيــاً مـــسـلـمـاً بـيـــن الــهـــداة الـمـسـلـمين
أنصر الحقّ وأرجو الفوز في رحــمــةٍ قـــد كــتـبـــت لــلــمـتــقـيـــن
***