دوقلة المنبجي
اليتيمة
هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردُّ = أم هـــل لهـــا بـتكلّم ٍ عهـدُ
دَرَس الجديدُ ، جديدُ معهدها = فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ
من طول ما تبكي الغيوم على = عَـــرَصــاتِهــا ويقهقــه الرعدُ
وتــلُـــثُّ ســـاريـــةٌ وغاديـــةٌ = ويــــكرُّ نحــــسٌ خلفه سعدُ
تـــلــقـــاءَ شــاميــةٍ يمانيــة = لــهــا بــمــورِ تُــرابـها سَردُ
ف****ت بــواطنها ظواهرهـــا = نــــوراً كـــأن زهـــاءه بـــــرد
فوقفت أسألها ، وليس بهـــا = إلا الــمهـــا ونـــقــانــق رُبد
فتبادرت درر الشؤون عــلــى = خـدّي كـــمـا يتـــنــاثر العقد
لهفي على(دعد)وما حفلت = بـالاً بــحــرِّ تلــهفـــي دعــدُ
بيضـاء قـــد لبس الأديم بها = ء الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد
ويــزيـــنُ فـــوديها إذا حسرت = ضــافـــي الغدائر فاحمٌ جَعــد
فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ = والشعــر مــثــل الليل مسودُّ
ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا = والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ
وكـــأنهـــا وسنَــى إذا نظرت = أو مـدنـف لــمَّــا يُفِـق بـــعـــد
بــفتــور عيــن ٍ مــا بهـا رمَدٌ = وبـــهـــا تُــداوى الأعين الرمدُ
وتــريـــك عِـــرنـيـناً يــزيّــنـه = شـمــمٌ ، وخــداً لــونــه الوردُ
وتــجيــل مسواك الأراك على = رتـل ٍ كــأن رضـــابــه الشهـد
والــصـــدر مــنهــا قــد يزينه = نــهــدٌ كــحــقِّ العاج إذ يبدو
والمعصمانِ ، فما يـرى لهمـا = مـــن نــعمــةٍ وبــضاضةٍ زنــد
ولـــهـــا بـنــان لـــو أردت له = عــقـــداً بــكفـــك أمكن العقد
وكـــأنمــا سُـــقيــت ترائبها = والنحـــرُ مـــاءَ الــورد إذ تبــدو
وبصـــدرهـــا حُقَّــان خلتهما = كـــافـــورتــيــن علاهمــا نَـدُّ
والــبطـن مطـويّ كما طويت = بــيــض الرياط يصونها المُلـــدُ
وبـــخصـــرها هــيــف يزينـــه = فـــإذا تـــنـــوءُ يـــكـــاد ينقدُّ
.................................... = .....................................
..................................... = ......................................
والتــف فخـــذاها وفوقهمـــا = كفـــل يجـــاذب خصرها نهـــد
فـــقيامهـــا مثنى إذا نهضت = مــن ثقلـــه ، وقعودهــا فـــرد
والســاقُ خـــرعبــة منعمـــة = عبلـــت فطوق الحجل منسدُ
والكعــب أدرم لا يــبـيــن لــه = حــجــمٌ ، وليــس لرأسه حـدُّ
ومشت على قدمين خُصرتـا = والــتــفـتــّا ، فتــكامل الــقــدُّ
مــا عابها طــول ولا قِــصَـــر = فـــي خلقهــا ، فقوامها قصـد
إن لم يكن وصل لــديك لـنــا = يشفي الصبابة ، فليكن وعــد
قــد كــان أورق وصلكــم زمناً = فــذوى الـــوصــال وأورق الصد
لله أشــواقــي إذا نــزحــــت = دار بـــنـــا ، وطـــواكـــم البعــد
إن تـــتهمــي فـتهامة وطني = أو تــنجــدي ، يكن الهوى نجدُ
وزعمـــت أنـك تضمرين لـنـا = وداً ، فــهــلاّ يــنفــع الــــــودُّ !
وإذا المحب شكـا الصدود ولم = يـــعطـف عليـــه فقتلــه عمد
نختصُّها بالود ، وهي علــى = مــالا نــحــب ، فــهكذا الوجـــد
أو مـــا تــرى طمــريَّ بينهما = رجـــل ألــــحّ بـــهــزلـــه الجـد
فالسيــف يقطــع وهو ذو صدأٍ = والنصــل يعلــو الهـام لا الغمــد
هــل تنفعــن السيف حليتــه = يـــوم الجــلاد إذا نــبــا الحـــد
ولـــقــد علمــتُ بأننـــي رجلٌ = فــي الصالحــاتِ أروحُ أو أغـدو
سلمٌ على الأدنى ومرحمـــةٌ = وعــلى الحـــوادث هــادن جَلدُ
مـتـجلبــب ثـوب العفاف وقــد = غــفــل الــرقيـب وأمــكـن الوِردُ
ومجانبٌ فــعـل القبيح ، وقـــد = وصــل الحبيب ، وساعد السعد
مــنــع المطـــامـع أن تثلّمني = أنــيّ لمِعــولِهــا صــفــاً صلـــدُ
فــأروحُ حُــراً مـــن مــذلّــتهــا = والـــحـرُّ حيـن يطيعهــا عَــبـــدُ
آلــيـــت أمـــدح مُقــرِفـــاً أبداً = يــبــقــى المديــح وينفد الرفدُ
هيهات ، يأبى ذاك لي سلفٌ = خمــدوا ولـــم يخمــد لهم مجد
والـــجَـــدُّ كِنـــدة والبنـون همو = فــزكـــا البنـــون وأنجــب الجدُّ
فــلئــن قفــوت جميــل فعلهمو = بذمـيـم ِ فــعلــي ، إنني وغــدُ
أجــمــل إذا حاولــت فـي طلبٍ = فــالجِــدُ يغنـــي عنك لا الجَدُّ
ليــكــن لــديــكِ لسائـل ٍ فــرجٌ = أو لــم يكـــن.. فليحسن الـردُّ